بقلم/ عثمان اسماعيل
عندما لاح فجر الاستقلال وانجلى المستعمر مدحورا قرر احمد العودة الى بلده ومفارقة ضنك اللجوء وكان الشوق والحنين هو كل مايشغل عقله ويمتلك مشاعره واحاسيسه.
وفي طريق العودة طافت بمخيلته اطياف الماضي من ذكريات طفولته الجميلة التي عاشها بين تلك الأزقة والبيوت بكل سعادة وهناء، وبدأ يمني النفس بالسعد والعيش الرغد وان حياة البؤس والشقاء التي خلفتها سنوات الاستعمار قد ولت الى الابد.
عندما دلف الى مدينته بدأ يبحث متلهفا عن ذكرياته القديمة، وقد وجد دفء الاهل وانس الاصدقاء وحضن الوطن، ماأدخل البهجة والسرور إلى قلبه، ولكن هذه اللحظات السعيدة لم تدم طويلا، فاذا بيد الغدر تختطفه اثناء الليل والناس نيام وتزج به في جحور الويل والعذاب. وقد امضى سنين عددا ذاق فيها ابشع انواع التعذيب مثل الضرب المبرح والصعق بالصدمات الكهربائية وقلع الاظافر وغيره مع الحبس الانفرادي في الزنازين الضيقة التي يقل فيها الاوكسجين، وقد خرج منها بائسا سقيما.
اتدرون ماهي جريمته ؟
ان جريمته هي فقط تطابق اسمه مع احد منسوبي الجبهة. نعم، هذا هو ذنبه الذي ذاق بسببه كل اصناف التنكيل والعذاب وقد اخفوه قسرا كل تلك السنين فقط ليتمحصوا عن شخصه !!!
نعم كل هذه المدة ليتاكدوا من اسمه !!!.
ياللهول من هذه العصابة ،من اي كوكب اتت؟
فاذا تمعنا في جل الاعتقالات والاختطافات التي طالت اهلنا لم تكن جراء شبهة او تهمة بل هي وليدة خطة ممنهجةلهذه الزمرة لازالت القوة الفاعلة لهذا المجتمع حتى يتسنى لهم اقامة نظامهم الطائفي البغيض.
وتمهيدا لهذه الخطة قام رئيس هذه العصابة بتوجيه نداءه للتنظيمات للقدوم الى الوطن كافراد واكد لهم ان حقوقهم ستكون محفوظة، فلبى من صدق زيفه وابى من لم يأمن شره .
و أول الخطوات التي اتبعها لتنفيذ مشروعه القومي كانت اطفاء نبراسنا الذي كنا نستنير به، فزج بعلماءنا الاجلاء في غياهب السجون .
اتدرون لماذا بدأ بهؤلاء الاطهار؟ ليقينه ان علماءنا هم ضميرنا الحي وصمام اماننا وبوجودهم لن يفلح لمبتغاه.
توالت اعتقالات الغدر لتطال كل من اتى مصدقا لنداءه الماكر. نعم غدر بهم ونقض عهده .
ولم تتوقف هذه ايدي الغدر والخيانة عن هذه الافعال الشنيعة ، لأن الهدف كان ازاحة كل العقبات امام مشروعه الطائفي الذي مازال مستمرا حتى اللحظة ، بل زادت وتيرة الاعتقالات التي شملت اصحاب المال لكسر قوتنا الاقتصادية، ثم الحق بهم الاعيان ومن له تاثير على مكونات الشعب الارتري وقواه الحية على تعددها ، ولم يتبقى له الا شركاء النضال من ابناء المكونات الأخرى الذين طالتهم يد البطش والتنكيل، من خلال تلفيق التهم المزيفة ضدهم والزج بهم في غياهب السجون . اما ابناء جلدته فلم يعتقل منهم الا من خشي منه على عرشه .
هكذا قضت هذه العصابة العنصرية على قوة مجتمعنا الفاعلةبزجها في معتقلاتها السرية، وهذا مالم يفعله بنا المستعمر الذي كنا نقاتله.
وبهذه الجريمة الشنيعة حقق هذا النظام الطائفي احلامه الدنيئة على حساب الأبرياء من ابناء شعبنا ومكوناته المختلفة . وهاهي ارتريا اليوم اصبحت دولة لطائفته فقط بعد ما غيب كل عظماءنا .
لكن نقول له إن الشعب الذي ناضل ثلاثون عاما من أجل عزته وكرامته لن تنحنى هامته لمشروعك الطائفي، وارتال المعتقلين الذين امتلأت بهم زنازينك ستكون دافعا لهذا الشعب لوضح لازالت نظامك البغيض.
فنحن امة لا توهن ولن تنهار؛ وان فجر الحرية والخلاص آت لا محالة رغم كيد يد الغدر وبطش آلة القمع البربرية .