بقلم/ أبوبكر صايغ
لا شك أن البيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان، وفي بلد كإرتريا عندما يتفتح ذهن المواطن على معاناته من الاستعمار الاثيوبي وحرب التحرير الطويلة، وماخلفته من نتائج : من جهل ، ومجاعات واعتقالات، ومن تكميم للأفواه، وماتلاه من معاناة متواصلة منذ فجر الاستقلال بسبب ممارسة نظام الهيمنة القومية. كل ذلك بلا شك يشكل دوافعا قوية للقوى المتضررة من تلك الممارسات، ومن الطبيعي أن تكون على قلق ولايهدأ لها بال حتى يتحقق الاستقلال الحقيقي؛ وتجني ثمار نضالاتها في ضمان الحرية والعدالة والمساواة لكافة المكونات الاجتماعية للشعب الارتري، وهذا ما يعتبره كل مواطن ينتمي للأرض الإرترية واجباً مقدساً يجب النضال من أجل تحقيقه.
وإن بروز رابطة أبناء المنخفضات الإرترية كمنظمة مجتمع مدني تهدف الى نقل فكرتها وتوعية المجتمع المهمش بضرورة الدفاع عن حقوقه جنبا الى جنب مع بقية المكونات الإرترية في وطن يسع الجميع دون إقصاء أو تهميش أو وصايا، والوقوف ضد الظلم والمطالبة برد المظالم هو حق مشروع يؤكد على حقوق المواطنة وما يجب ان يكون عليه مفهوم الوطن الذي يحفظ الحقوق لكافة مكوناته ويضمن المشاركة العادلة في تقاسم السلطة والثروة.
كما إن بروز النضال المدني الذي يستهدف نشر الوعي بالإضافة الى نضال الاحزاب السياسية والقوى الوطنية الإرترية التي تعارض النظام حتما سيؤدي الى الانتصار على الجراح والالآم التي لازمت الشعب الإرتري من خلال المشروع الثوري الهادف الى تحقيق كل الشعارات التي ناضل الشعب من أجلها، وأولها رفض الظلم والتجهيل والاستيطان والتهجير الذي يمارس على إنسان وأرض المنخفضات الإرترية والمكونات الأخرى، ودحر الظلم والهيمنة للابد وبناء دولة القانون التي ينال فيها كل ذي حق حقه .
وإن النضال على أسس صحيحة ووجود جماعة منظمة تفكر وتدبر وتتشاور وتؤثر وتتأثر، وتنهض لرد الظلم والوقوف أمام الظالم وتسمي الاشياء بمسمياتها بعيداً عن الشعارات البراقة التي غيبت دور المواطن الإرتري في صنع المستقبل الذي ينشده والذي افتقده طيلة سنوات الاستقلال بسبب هيمنة قومية على زمام الأمور في البلد وفرض واقع سماته التعامل بالحديد والنار متناسين إن الشعب الإرتري الذي ناضل أكثر من خمسة عقود من الزمان ضد المستعمرين سوف لن يقبل بالإقصاء وتهميش دوره في تحديد مستقبله.
.