يتزايد، منذ مطلع العام الجاري، الحضور الصيني في القرن الأفريقي، على نحو يتّسق مع ما تتبنّاه بكين، في العلن، من سياسة «انفتاح» على الدول المتقدّمة والنامية على السواء، «على أساسٍ من المساواة والكسب المتبادل»، كما تقول، وهو ما يُتوقّع أن يستمرّ تصاعده استجابة للتحدّيات السياسية والاقتصادية الدولية الراهنة.
إريتريا: التلاعب بالتناقضات
شكّلت إريتريا محطّة هامّة في الدبلوماسية الصينية في أفريقيا بشكل عام، وفي القرن الأفريقي خاصة، بعدما تمكّن نظام أسياس أفورقي (الذي تلقّى تدريباً عسكرياً في الصين عقب انضمامه إلى «جبهة التحرير الإريترية» في عام 1966، ويُعتبر من أبرز معتنقي أفكار ماو تسي تونغ بين القادة الأفارقة حتى الوقت الراهن) من تجاوز أزمات بنيوية عديدة بفضل قدرته على استغلال تناقضات السياسة الدولية، ولعب أدوار متنوّعة لصالح أطراف إقليمية متضادّة. وقد ألمح مراقبون كثر إلى أن تصويت أسمرا الأخير ضدّ إدانة موسكو وفق قرار الأمم المتحدة، كان في الأساس لموازنة أيّ انتقادات غربية تطاولها على خلفية تورّطها في أحداث إقليم تيجراي الإثيوبي، بالتعاون مع آبي أحمد. وأعلنت الصين، مطلع العام الجاري (خلال زيارة وانغ يي لأسمرا)، معارضتها العقوبات الأميركية على إريتريا في عام 2021، في موقف أبرز الأهمية الاستراتيجية التي توليها الصين لإريتريا المجاورة لجيبوتي، حيث مقرّ القاعدة الصينية العسكرية الوحيدة في الخارج. كما تملك الصين استثمارات في إريتريا، كان أبرزها أخيراً بدء «هيئة شنغهاي للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي الخارجي» (SFECO) بتشييد طريق طوله 500 كم يربط بين ميناءَي مصوع وعصب الإريتريَّيْن، في ترجمة سريعة لمخرجات مذكّرة التفاهم التي وقّعها البلدان في تشرين الثاني 2021.
–
إقــرأ الـمــزيـد في موقع