مسؤول العلاقات الخارجية لرابطة ابناء المنخفضات الإرترية في حوار مطول مع جريدة الأهالي المصرية …الجزء الرابع والأخير

الجزء الرابع والأخير من اللقاء الذي اجراه الأستاذ/ ابراهيم كبوشي/ سؤول العلاقات الخارجية لرابطة ابناء المنخفضات الإرترية مع جريدة الأهالي المصرية في عددها رقم 1901 الصادر في 14 نوفمبر 2018م.

السلام الدائم

*ما موقف النظام الإرتري من هذا الحديث والانتقادات الداخلية والخارجية.. وهل يستجيب لها؟

** تأريخ سجل النظام السيئ في مجال حقوق الإنسان يغنينا من عناء التعريف به بالسرد التفصيلي لكل جرائمه، ولكن لا مناص من القول بأنه برغم التقارير المتعاقبة التي قدمتها جهات عديدة موثوقة ومعنية بالأمر أمام المجتمع الدولي وعبر هيئاته الأممية عن انتهاكاته وتجاوزاته السافرة لحقوق الإنسان، إلا أن النظام لم يتعاون مع تلك الجهات ولم يلتزم بأي من تلك القرارات والتوصيات المقدمة لتحسين أوضاع المواطنين، بل إن النظام مازال سادرا  في غيه ضاربا بالقرارات الدولية عرض الحائط في إصرار همجي، متماديا في تنفيذ سياساته الإجرامية ضد مكونات الشعب الإرتري. وإن التقارير الصادرة منذ تعيين مقرر خاص عن حالة حقوق الإنسان في إرتريا في 2012م وآخرها تقرير المقررة الخاصة، السيدة شيلا كيثاروث، في 25 يونيو 2018م، والتقرير الدامغ الذي قدمه السيد مايك سميث، رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن حقوق الإنسان في إرتريا إلى مجلس حقوق الإنسان في 4 يونيو 2015م والذي جاء فيه: “خلصت اللجنة إلى أن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، واسعة الانتشار ومنهجية، ارتُكبتها وتواصل ارتكابها مؤسسات الدولة في إرتريا في ظل إفلات تام من العقاب”. ويضيف “النتائج التي خلصنا إليها مثيرة للقلق. فالانتهاكات الكثيرة في إرتريا ذات حجم ونطاق قلما يُرى مثلهما في أي مكان آخر في العالم،”. كل ما سبق خير دليل على واقع الحال المتردي في إرتريا وإن النظام غير مؤهل البتة لإحداث تحولات حقيقية تفضي إلى سلام مستدام.

ضمان الحريات  الديموقراطية

*ما مطالبكم كقوى معارضة؟

** انه على كل الدول الصديقة وفي مقدمتها الجارة أثيوبيا، وكل اللاعبين الإقليميين والدوليين، بأن السلام المستدام يجب أن يكون شاملاً وخالصاً للغايات الكبرى المراد الوصول إليها، لا أن يكون من أجل النكاية بهذا المكوّن الاجتماعي أو ذاك أو إعلاء شأن هذا المكون الاجتماعي أو ذاك على حساب المكونات الأخرى كما حصل في السابق. كما أن السلام المستدام يتم بين الشعوب وعبر أنظمة حكم متكافئة تمثل شعوبها ومفوضة ديمقراطيا منها، وهو الشرط الذي لا يتوفر في النظام الإرتري الحالي، وعليه ندعو اللاعبين الدوليين والإقليميين أن يطالبوا إرتريا بما يطالبون به أثيوبيا من إصلاحات سياسية داخلية تصب في اتجاه المزيد من الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان الأساسية وتوسيع قاعدة المشاركة، خاصة وإن هذه الأمور الضرورية – على الأقل حتى الآن – لم تكن ضمن الشروط المطلوب من النظام في إرتريا الوفاء بها، كما أن إسياس لم يشر إلى أي إصلاحات داخلية سيقوم بها في خطابه الخاص بقبول المبادرة أو في خطابه أثناء زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي، كما ندعو أثيوبيا للوقوف على مسافة واحدة من المكونات الإرترية وعدم تكرار تجربة دعم هيمنة مكوّن على حساب المكونات الأخرى، خاصة وإن الحكم القائم في إرتريا لا يحظى بدعم شعبي ولا يحكم بدستور ولا مؤسسات، بل إنه يعتمد على المزاج الشخصي المتقلب لرأس النظام.

حفظ مصالح الجميع

*ما رسالتكم الى الداخل الإرتري؟

** على المستوى الإرتري، ندعو كافة المكونات الإرترية والقوى السياسية والمدنية إلى التريث وعدم التعجل في الحكم اعتمادا على ما يجري في أثيوبيا من أن حل إشكالية “بادمى” سينعكس إيجابا على الوضع الداخلي في إرتريا من حيث عمق وصدقية التغيير المنشود، إذ أن كل المؤشرات المتوفرة حتى الآن لا تنبئ بذلك. كما ندعو الجميع إلى العمل المشترك وتجاوز الخلافات البينية والتركيز على تحقيق تغيير حقيقي قائم على أساس تعاقد اجتماعي واضح المعالم من أجل وطن يسع الجميع ويحقق الاستقرار والنماء والأمن والسلام. ونؤكد قناعتنا الراسخة باعتبار أن مهمة التغيير في إرتريا هي مسئولية الإرتريين بالدرجة الأولى مع الترحيب بالمساعدة والمساندة من الجهات الخارجية لتحقيق المقاصد المذكورة آنفا، كما إننا نأمل أن توجه وتوظف كل المساعي والخطوات الجارية في أثيوبيا في اتجاه يحقق مصالح مكونات الشعبين الإرتري والأثيوبي وتطلعاتهما نحو الحرية والاستقرار والتقدم والازدهار وبما يعزز السلام والتعاون بين شعوب المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *