الفاتح من سبتمبر 1961م يوم الرجال العظماء

يحتفل الشعب الإرتري اليوم الأربعاء 1 سبتمبر 2021م بمرور ستين عاما على اندلاع الثورة الإرترية المسلحة ضد جيش الاحتلال الإثيوبي الذي أجبر على الرحيل عن الأرض الإرترية مذموما مدحورا بعد نضال شرس ومرير استمر لثلاثين عاما.

وكانت نواة المجد قد بذرت في موضعها الصحيح في جبل أدال، في مثل يومنا هذا قبل 60 عاما.

إنه حقا يوم الرجال العظماء الذي نتذكر فيه رائد مسيرة التحرير ومشعل شرارة ثورة الكفاح المسلح القائد الشهيد حامد إدريس عواتي ورفاقه الميامين.

لم يكن للإحتلال الإثيوبي أن يُقتلع من الأرض الإرترية ويصبح جزءا من الماضي لولا انطلاق شرارة ثورة التحرير التي بدأت بعدد قليل من الرجال البواسل وفي ظروف غير مناسبة من شح في المؤن والسلاح والعتاد، ولكن عزيمة أولئك الثوار من الرعيل الأول ومن جاءوا بعدهم للسير على نفس الدرب، كانت أقوى من كل المعيقات المحلية والإقليمية والدولية.

نحتفل اليوم بالذكرى الستين لإنطلاق ثورة شعبنا الأبي بكل فخر واعتزاز لأن ثورة شعبنا حققت هدفها الأسمى ألا وهو تحقيق استقلال إرتريا لتقف شامخة جنبا إلى جنب مع الأمم الحرة.

لم يتفق الإرتريون بمختلف توجهاتهم السياسية في موقف واحد كاتفاقهم على أن ثورة عواتي كانت هي القرار الصائب في التوقيت الصحيح، ولو لم تكن هناك ثورة عواتي لما تحقق استقلال إرتريا في العام 1991م، حيث كان جيش الاحتلال الأثيوبي يعمل على ترسيخ أقدامه وتثبيت مواقعه للسيطرة الكاملة والدائمة والمستمرة على إرتريا، إلا أن الثورة أشعلت الأرض نارا تحت أقدام الأثيوبيين وأجبرتهم على الإقلاع عن أحلامهم التوسعية حيث خرج الجيش الإثيوبي عن الأرض الإرترية وهو يجر أذيال الهزيمة والانكسار بعد أن باءت كل محاولاته بالفشل، بدءًا من سياسة الأرض المحروقة التي مارسها ضد شعبنا لحرمان الثورة من حاضنتها الاجتماعية،  ثم مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها تبعا لذات السياسة والتي تسببت في موجات متتالية من النزوح الداخلي واللجوء الخارجي.

وتشارك رابطة أبناء المنخفضات الإرتري الشعب الإرتري الاحتفاء بهذا اليوم التاريخي العظيم، نحتفل نعم، ولكن ما زالت الغصة تزاحم الفرحة في نفوسنا، جراء ما تعرض له شعبنا من تنكيل وقتل وتهجير وإفقار وتجهيل متعمد وممنهج من قبل نظام الهيمنة القومية بقيادة زمرة أفورقي التي خانت أمانة الشهداء وتنكبت عن مبادئ ومضامين ثورة سبتمبر المجيدة.

فعندما انتهج الشعب الإرتري الثورة السلمية أولا ثم الكفاح المسلح بعد ذلك، كان المبتغى تحرير الأرض والإنسان معا، ولكن ممارسات نظام أفورقي حالت دون تحرير الإنسان بانتهاجها لسياسات القمع والتنكيل وكبت الحريات والإخفاء القسري للمعارضين والقتل خارج القانون وكلها ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية، اضافة للتجنيد الإجباري غير محدود الأمد، وكل ذلك أدى إلى موجات جديدة من اللجوء وأفرغ البلاد من فئة الشباب التي هي أساس البناء والتعمير، أما الأرض فهي حسب إرهاصات الوضع الإقليمي وتصريحات رأس النظام الجاثم على صدر الشعب الإرتري، صارت موضع مساومات سياسية قد تؤدي إلى التفريط في الاستقلال الذي دفع من أجله شعبنا ما لا يقدر بثمن من النفوس الطاهرة والنفائس من الموارد المادية.

ورغم أن الصورة تبدو جد قاتمة وأن نظام الهيمنة القومية يبدو عازما على إعادة الشعب الإرتري للمربع الأول باتباعه لسياسات تعرض مصالح البلاد لمخاطر كبيرة، لكننا سنظل نحتفل بذكرى ثورتنا المجيدة رغم المنغصات الماثلة أمام شعبنا في هذه المرحلة من تأريخه وذلك لاستلهام الدروس والعبر ولاكتساب المزيد من العزم والإصرار لمناهضة نهج الهيمنة القومية والاستمرار في العمل جنبا إلى جنب مع القوى المدنية والسياسية المعارضة والساعية لتغيير حقيقي في إرتريا من أجل إرساء نظام حكم يرسي أسس العدالة والديمقراطية والسلام والتنمية المستدامة لجميع مكونات الشعب الإرتري.

سنحتفل لأننا واثقون أن ثورة عواتي باقية بكل قيمها وبكل مضامينها وواثقون أيضا بأن عصابة أفورقي زائلة بكل قبحها وعنجهيتها، فالوطن الذي أنجب عواتي ورفاقه ذاخر بالأبطال وستبقى ارتريا عصيةً على عصابات الداخل وأطماع الخارج.

المجد للشهداء

المجد لثورة الفاتح من سبتمبر

عاشت إرتريا حرة مستقلة

وعاش شعبها حرا عزيزا

ولا نامت أعين الجبناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *