كلمة التحرير
نطل عليكم بعد فترة انقطاع قصيرة عبر اسم نطاق جديد (منخفضات دوت نت) munkhafadat.net بديلا لاسم النطاق (منخفضات دوت كوم) الذي فقدته الرابطة إثر الاستيلاء عليه دون وجه حق من قبل المجموعة التي أعلنت انشقاقها عن الرابطة بقيادة السيد حامد عثمان حامد أداله في 11 سبتمبر 2021م والذي كان مؤتمنًا عليه السيد حامد عمر إزاز ولكنه ماطل في تسليمه للقيادة الجديدة بعد أن انتهى تكليف القيادة السابقة بموجب مجريات المؤتمر الأول للرابطة في أكتوبر 2020م.
إن الرابطة ومنذ الإعلان عن “وثيقة لم الشمل” في مارس 2014م تداعى إليها أبناء المنخفضات بشتى خلفياتهم السياسية وأعمارهم ومناطقهم في المهجر والتفوا حولها إيمانا منهم بما جاء فيها من مبادئ ورؤى خاطبت مشكلاتهم بجرأة ووضوح، ولم يكن هذا التدافع حبا في أشخاص أو طموحا في مغانم إذ أن العمل في الرابطة تطوعي حسب مقتضيات منظمات المجتمع المدني ويعتمد على بذل العضو من وقته وجهده وماله، كما أن أي عاقل ومخلص لتلك المبادئ السامية لن يرهن وجوده في الرابطة مقابل أن يكون في موقع قيادي أو أن يكون هو الذي يسيِّر الأمور من خلف الكواليس وكأن الآخرين دُمَى رهن إشارته، حيث أن الرابطة في حد ذاتها لا تطمح أن تكون حاكمة وإنما هي حارسة وحامية ورقيبة على مصالح وحقوق مجتمعها خاصة والوطن عامة.
لقد اختارت الرابطة منذ تأسيسها مجالها وهو رفع الوعي لدى مجتمع المنخفضات بصفة عامة وملامسة هموم الفئات الأقل حظًا في مناطق اللاجئين وأطراف المدن بصفة خاصة، ومن البديهي أن يتجلى هذا الوعي في أعضائها وهو ما تجسد في المؤتمر الأول للرابطة الذي وقف على كل التحديات التي واجهت الرابطة منذ تأسيسها واجترح لها الحلول بوعي كبير وعمل على توسيع قاعدة المشاركة في القيادة ورفدها بدماء جديدة، الأمر الذي لم يرق للبعض.
ومنذ وقت مبكر دأبت الرابطة على سن اللوائح والقوانين الناظمة لعملها وذلك خروجا من ضيق الاجتهادات الفردية إلى رحابة المؤسسية ومن خطل التفكير الفردي إلى سعة التفكير الجمعي الذي يتم التأسيس له في المؤتمرات. وقد أرست الرابطة الأسس الديمقراطية لعملها واجتهدت في تطوير نظمها ولوائحها من أجل تجويد العمل ورسخت بين أعضائها سلوك احترام اللوائح وعززت من أهمية التعبير عن وجهات النظر بكل حرية والامتثال لرأي الجماعة.
إن الدعوة النظرية للنهج الديمقراطي ما لم تأتِ متسقة مع الممارسة على أرض الواقع، تظل مجرد أحاديث يرددها البعض عندما تتوافق مع رغباتهم ويتخلون عنها عندما لا تجد هذه الرغبات القبول، وهذا اختبار رسب فيه من كنا نظن أنهم يُتْبِعون الأقوال بالأفعال.
وكان من تداعيات الممارسات السالبة للمجموعة آنفة الذكر في المؤتمر وما بعده، انشقاقهم عن الرابطة والاستيلاء على موقعها الالكتروني، ولكننا نؤكد بأن ما حدث لن يوقف مسيرتنا ولن يغيِّب صوت الحق الذي سيظل حاضرا ومجلجلا، وها قد تم انشاء موقع إلكتروني جديد للرابطة بحلة زاهية ليواصل أداء رسالته الإعلامية في نشر الوعي بالحقوق ويفرد جناحيه ليأوي إليه كل صاحب رأي حر صادق يدافع عن الحقوق ويعلي من قيم الحق والعدل ويواجه نظام الهيمنة القومية، وستبقى الرابطة وفية لمبادئها قولا وعملا وستتمسك بمؤتمراتها كآلية لضبط بوصلة العمل، ومكانا يشكر فيه من أنجز ويحاسب فيه من قصّر ويزكى فيه من يقود الرابطة لدورات جديدة.
وعلى العهد نمضي في الدفاع عن حقوق مجتمعنا، وما دمنا مؤمنين بسلامة مواقفنا وعدالة قضيتنا فلن نستوحش مواصلة المسير في طريق تحقيق أهدافنا المعلنة بسبب من تخلفوا عن الركب بعد أن فشلوا في تغيير سياسات الرابطة إلى وجهات أخرى لتحقيق رغبة البقاء في الواجهة بأي ثمن، وأن الرسالة ستتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، فهي ليست مرهونة بأشخاص، بل بمشروع يكتسب خصوصيته من مجتمع المنخفضات وتستوعب رؤاه وطن يتسع لجميع مكوناته الاجتماعية على قدم المساواة في ظل دولة العدل والقانون.
ويستمر نضال أبناء المنخفضات الإرترية.