عقدت رابطة أبناء المنخفضات الإرترية مؤتمرها العام الثالث في الفترة من 31 يناير 2025م إلى 2 فبراير 2025م تحت شعار (الوعي المجتمعي عماد النضال ونواة التغيير).
انعقد المؤتمر في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة والتعقيد حيث خيمت خلال الفترة الممتدة بين المؤتمر الثاني والثالث للرابطة، أحداث سياسية وأمنية خطيرة طغت على المشهد الوطني والإقليمي والدولي ولاسيما في ظل استمرار التردي في جميع مناحي حياة شعبنا وإمعان نظام الهيمنة القومية الدكتاتوري على المضي في انتهاكاته لحقوق شعبنا وما ألحقه تدخله السافر في الحرب الأهلية بين أطراف الصراع في إثيوبيا وما ترتب على ذلك من انعكاسات سلبية تهدد وحدة وسيادة إرتريا وأمن واستقرار شعوب المنطقة.
كما عبر المؤتمر عن بالغ الأسى لتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية في السودان بسبب الحرب الدائرة هناك منذ قرابة العامين وما جلبته من آثار مدمرة على مقدرات الشعب السوداني الشقيق وما ترتب عليها من فقدان للأنفس والممتلكات ونزوح ولجوء وانعكاسه على الأمن والسلام في المنطقة وتمنى أن يعم الأمن والسلام ربوع السودان في القريب العاجل لدرء مخاطر المزيد من التدخلات الخارجية.
وقد أدان المؤتمر سياسات الهيمنة والاقصاء التي استمر نظام أسياس أفورقي في ممارستها ضد المكونات الاجتماعية الإرترية عامة ومجتمع المنخفضات بصفة خاصة، وانتهاكاته الخطيرة والممنهجة المتمثلة في الإفقار والتجويع والحرمان من العلاج والتعليم واستمراره في ممارسة الخطف والتجنيد القسري والتعتيم على مصير من زج بهم في السجون خارج إطار القانون دون محاكمات، واستخفافه بأرواح أبناء شعبنا الذين ماتوا في حروبه وتدخلاته العسكرية في دول الجوار، حيث لم يقم بإبلاغ عائلاتهم رغم مرور سنوات على مقتلهم في تلك الحروب.
كما ندد المؤتمر بحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ويطالب المؤتمر المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والعمل على استدامة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا والتحرك الجاد لحل القضية الفلسطينية وفق القوانين الدولية ذات الصلة وخاصة تلك التي تدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطقهم الأصلية.
وتميزت أعمال المؤتمر العام الثالث للرابطة بخوض نقاشات جادة وبنَّاءة ومداولات منضبطة وواعية لكل الرؤى والأفكار المطروحة بروح تسودها المسؤولية والتفاهم، حيث تم الاطلاع على التقارير وإجراء المراجعات والتقييم الموضوعي لأداء القيادة في الفترة المنصرمة بالإضافة إلى اعتماد الأوراق والدراسات المقدمة للمؤتمر من أجل تطوير البرامج وأسس العمل التنظيمية الضرورية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للرابطة، وذلك عبر تفعيل وترقية أدائها في كافة مجالات العمل الهادفة لخدمة مجتمع المنخفضات والشعب الارتري والدفاع عن حقوقه ومصالحه في كل الميادين.
وأكد المؤتمرون على ضرورة وأهمية استمرار النضال بثقة وثبات وبزخم أقوى ضد نظام الهيمنة والاقصاء للحفاظ على كافة الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية واسترداد الأرض التأريخية لمجتمعنا وعودة لاجئيه إلى مواطنهم الأصلية ولضمان الحقوق والمصالح العامة المشتركة لجميع المكونات والسعي مع القوى الوطنية الأخرى لبناء دولة حكم القانون من خلال اعتماد نظام حكم لامركزي دستوري ديمقراطي، يضمن حق المشاركة للجميع والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
كما أكد المؤتمر على الثوابت المبدئية للرابطة والتي تتضمن ما يلي:
1- إن رابطة أبناء المنخفضات الإرترية ارتضت خوض النضال عبر الوسائل المدنية عن وعي وإدراك تام لتماهي ذلك مع هدف لم شمل المجتمع وتؤكد استمرارها على ذات النهج.
2- إن رابطة أبناء المنخفضات الإرترية تسعى لتحقيق لم الشمل عبر خلق وعي جمعي لدى مجتمع المنخفضات لتمكينه من استعادة حقوقه وضمان مصالحه وتفعيل دوره التاريخي من أجل المساهمة الفعالة في بناء دولة القانون والعدالة والمساواة من خلال التنسيق والتوافق وتوحيد الجهود مع القوى الوطنية المناهضة للهيمنة القومية وصولا إلى تبني عقد اجتماعي يضمن حقوق الجميع في المشاركة العادلة والمتكافئة في السلطة والثروة.
3- مبدأ الوحدة الطوعية في إطار التعدد من خلال الاعتراف المتبادل بين كل مكونات التعدد الارتري واحترام وقبول ما تزخر به من التنوع الثقافي والعرقي واللغوي والديني وضرورة ضمان التعايش السلمي في إطار ذلك.
4- إن رابطة أبناء المنخفضات الإرترية مؤمنة وملتزمة وعازمة على مواصلة الاضطلاع بدورها في التعاون مع كل القوى الوطنية والإقليمية والدولية المدنية منها والسياسية من أجل العمل على ضمان استقرار وحقوق ورفاهية الشعب الإرتري وشعوب المنطقة عموما.
5- ثمّن المؤتمر العام الثالث للرابطة غاليا كافة الجهود والعمل النضالي الذي تبذله قوى المعارضة الإرترية ودعا كافة قواها السياسية والمدنية لتوحيد الهدف والإرادة والجهد من أجل تخليص الشعب الإرتري من نير نظام الهيمنة القومية المتسلط على رقاب شعبنا.
6- كما دعا المؤتمر المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والدول الشقيقة والصديقة للشعب الإرتري وبشكل خاص الدول المجاورة والكبرى المؤثرة في الأوضاع السياسية في الإقليم إلى تكثيف جهودها ومساعيها الدبلوماسية والسياسية للضغط على النظام الإرتري لإيقاف جرائمه وانتهاكاته المستمرة ضد الشعب الإرتري بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتجنيد القسري والتهجير والاحلال الاستيطاني في المنخفضات كما طالب المؤتمر الدول المعنية للعمل من أجل تقديم رموز النظام الإرتري وقيادة أركانه إلى محاكمات دولية على ما ارتكبوه من جرائم ضد الشعب الإرتري خلال العقود الثلاثة الماضية.
7- كما أرسل المؤتمر رسالة تحذير واضحة إلى المجموعات القومية المتطرفة للتجرينيا، بمختلف مسمياتها، والتي تهدد وتتوعد شعب المنخفضات الإرترية، بأن سلوكهم السياسي ضد الشعوب الأصلية في إرتريا سوف يكون له ثمن باهظ على إرتريا وشعبها وأنه لن يمر دون حساب، وأن شعب المنخفضات الإرترية قادر على الدفاع عن أرضه وحقوقه وتأريخه تحت كل الظروف والأحوال.
8- كما حذر المؤتمر من الحراك المشبوه لبعض أطراف المعارضة، تلك التي تعمل على تبييض صفحات النظام وإعفائه من جرائمه ضد الشعب الإرتري وممارساته ضد مجتمع المنخفضات الإرترية وتدخله في شؤون دول الجوار تحت ذرائع الدفاع عن السيادة الوطنية تحت شعارات ظاهرها الدفاع عن الوطن وسيادته وباطنها تثبيت أركان النظام وتمكينه من الاستمرار في جرائمه وانتهاكاته ضد شعبنا ومجتمعنا، كما أكد المؤتمر على أن أي تغيير سياسي لا يضمن حقوق ومصالح ومكتسبات الشعب الإرتري بما فيها عودة لاجئي المنخفضات إلى مواطنهم في أرضهم التأريخية، سيكون تغييرا منقوصا وغير مقبول وسوف تستمر الرابطة في نضالها حتى ضمان تحقيق ذلك وكافة الحقوق والمصالح لمجتمعنا وشعبنا الارتري.
وفي ختام أعماله انتخب المؤتمر قيادة جديدة وحثها على مضاعفة الجهود وتفعيلها من أجل تنفيذ مخرجات المؤتمر الثالث وتحويلها إلى عمل ملموس في اتجاه تحقيق الأهداف المنشودة.
كما تبنى المؤتمر توصيات مهمة، على رأسها تكليف القيادة الجديدة بالسعي لتمتين أواصر التعاون وتعزيز فرص العمل المشترك مع جميع أبناء المجتمع المؤمنين بالمنطلقات النظرية للرابطة وأهدافها المعلنة ورص الصفوف من أجل تفعيل الأداء بزخم أكبر ووتيرة أسرع نحو تحقيق الأهداف المشتركة لمجتمع المنخفضات الإرترية.
وتركزت توصيات المؤتمر حول أسس ووسائل وآليات تطوير العمل وترقية الأداء لتحقيق القدر الأكبر من الأهداف المضمنة في الخطة الإستراتيجية للرابطة من خلال معالجة جوانب الضعف والقصور، وتعزيز الايجابيات وجوانب القوة التي برزت خلال التجربة السابقة، وذلك بهدف تطوير العمل المستقبلي في جوانبه المختلفة ولتجويد الأداء وزيادة الفعالية والقدرة اللازمة لتلبية المتطلبات لإنجاز مشروع استنهاض ولم شمل مجتمع المنخفضات الإرترية.
وفي الختام وجه المؤتمرون رسالة شكر وامتنان للتنظيمات السياسية والمنظمات المدنية والمنابر الإعلامية المقاومة التي لبت دعوة الرابطة للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها العام الثالث، حيث قدم لها المؤتمرون وافر التقدير والامتنان مقرونا بالتطلع إلى توطيد العلاقات النضالية معها في الفترة المقبلة.
فلنصعد نضالنا من أجل استرداد حقوقنا وضمان وحدة واستقلال بلادنا.
المجد والخلود لشهداء شعبنا.
وليستمر نضال مجتمع المنخفضات الإرترية حتى تحقيق أهدافه واستعادة أرضه وحقوقه.
المؤتمر العام الثالث لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية
2 فبراير 2025م