ذكر التأسيس الحادية عشر لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية


في هذا العام، نحتفل بالذكرى الحادية عشر لتأسيس رابطة أبناء المنخفضات الإرترية، وهي محطة مهمة في مسيرة نضالنا من أجل الحقوق والعدالة. لقد جاءت هذه الرابطة كامتداد طبيعي لنضالات الأجداد والآباء الذين واجهوا الاستعمار بشجاعة، ووقفوا بحزم في وجه الظلم والتهميش والاعتقال والتصفية على يد نظام الهيمنة القومية. إن هذا التاريخ المليء بالتضحيات هو ما يمنحنا القوة لمواصلة مسيرتنا، مؤمنين أن النضال العادل لا بد أن يثمر يوم.

لقد تأسست الرابطة استجابةً لواقع صعب يواجه فيه أبناء المنخفضات تغييرًا ديمغرافيًا ممنهجًا يستهدف الوجود التاريخي للسكان الأصليين، وإقصاءً ثقافيًا يسعى إلى طمس هويتنا وتراثنا الغني. ورغم قسوة التحديات، كانت الرابطة ولا تزال صوتًا حرًا يدافع عن حقوق أبناء المنخفضات، ويعبر عن تطلعاتهم في العيش بكرامة وعدل ومساواة.

ومن بين كل القضايا التي تشغل وجداننا، تبقى قضية المغيبين والمختفين قسرًا هي الأكثر إلحاحًا. فمنذ فجر التحرير، لا يزال الآلاف من أبناء شعبنا يقبعون في المجهول، بعد أن تم اعتقالهم دون توجيه أي تهم، ودون أن يُعرضوا على أنظمة عدلية. إنهم ينتمون إلى جميع فئات المجتمع الإرتري، واخفاؤهم المستمر يمثل جرحًا عميقًا في ضمير الأمة. سنظل نطالب بعودتهم والكشف عن مصيرهم، لأنهم ليسوا مجرد أرقام، بل معاناة عائلات تنتظر بلهفة أن يلتئم شملها.

وبجانب هذه القضية الملحة، تستمر معاناة اللاجئين الإرتريين الذين اضطروا إلى ترك ديارهم هربًا من القمع والتهميش. لقد طال انتظارهم لحق العودة بكرامة، وستبقى هذه القضية على رأس أولوياتنا حتى يعود كل لاجئ إلى وطنه آمنًا في أرضه.

وعلى مدار عشرة أعوام، ظلت رابطة أبناء المنخفضات الإرترية ملتزمة بالنضال المدني والنهج السلمي، إيمانًا منا بأن النضال الحقوقي والسلمي هو السبيل الأنجع لتحقيق العدالة والسلام المستدام. سنبقى متمسكين بخطنا المدني، مستلهمين قوة الصمود من تضحيات أجدادنا وآبائنا، ومؤمنين بأن الحقوق تُنتزع بالمثابرة والإصرار.

وفي الختام، نغتنم هذه المناسبة العزيزة لنتقدم إلى جميع أبناء شعبنا بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك، سائلين الله أن يعيده علينا وعلى وطننا الحبيب بالخير والحرية والسلام.

وكل عام وأنتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *